الأربعاء، 19 يونيو 2013

معاً مع القائل "أو لسنا على الحق؟"



بقلم : سهير الخالدي

كلمات ما زال عبير شذاها نستنشقهُ الى يومنا هذا ، ولا زال الفؤاد ينبض لها ولقائله شوقاً ، ولا زلنا نغترف من فيض كلماته، حتى أصبحت دستوراً لكل من يتبع الحق في زمانه.
نعم ذاك هو عليٌ الاكبر بن الامام الحسين (عليهِ السلام)
على مر الأزمان نقرأ ما سطره هؤلاء العمالقة وأصحاب المواقف الخالدة،و أتباع الحق الحقيق  بحروف من الدم ،
فأصبحوا مصداق للأية التي تقول
(((فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون))).
نعم أؤلئك هم المفلحون لأنهم أتبعوا الحق وأبوا أن يتبعون غيره وفضلوا الحياة الأخرة على الحياة الدنيا لأنها دار قرار والدنيا دار زوال .
فقد يروي لنا التأريخ أن الاما الحسين (ع) اعلن بالتكبير فاقبل عليه ابنه وقد هاج شعوره وثارت كوامنه لان اباه انما يكبر مهموماً ويهتف مغموماً وسأله  يا أبتي لم كبرت ؟..

فقال الامام  الحسين (عليهِ السلام)  لقد هتف بي هاتف ان القوم يسيرون والمنايا تسير بهم فعلمت انها نفوسنا نعيت الينا .
هذا الفتى الهاشمي ابن العشرين يفاجئه ابوه لا بما يرضى الشباب ونضارة الصبا يفاجئه بأن المنية تنتظرهم على الطريق:
وانتظر الحسين ليسمع جواب ابنه ولم يطل انتظاره.
قال علي:  أو لسنا على الحق ؟
قال الحسين:  بلى .
قال علي:  اذن لا نبالي ان نموت محقين  !
يا فتيان العرب ويا شباب الاسلام اذا عصفت بكم مكايد الزمن، وتألبت عليكم عوادي الدهر فتطلعوا بقلوبكم الى ذاك الماضي البعيد واصيخوا بأسماعكم الى صوت البطل الشاب يصرخ بكم من اعماق الاجيال أو لسنا على الحق؟ اذن لا نبالي ان نموت محقين …
ولربما يوجد من يقول هذا بن امام معصوم ولايصدر من هؤلاء  الا ما هو مذكور
فنقول له .
ليس كل الاولاد الائمة والأنبياء (عليهم السلام) على مستوى واحد من إتباع الحق كما كان هذا الشاب الهاشمي فقد يروي لنا التأريخ من هم أولاد أنبياء لكنهم ل يتمسكوا بالحق وأختاروا الدنيا على الأخرة
ومنهم أبن نبي الله نوح  (على رسولنا وعليهِ والهم  افضل الصلاة وأتم التسليم)
فعندما أمر الله نبيهُ أن يصنع السفينة ومن ثم أمرهً أن يحمل في السفينة الذي آمنوا معه..
 كانت السفينة تجري فوق ظهر الماء حسب هبوب الرياح، وإذا بنوح (عليه السلام) يشرف من السفينة فيرى ولده، يقع مرّة، ويقوم أخرى، يريد الفرار من الغرق، فناداه: (يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين). لكن الابن العاق أبى قبول نصيحة والده الشفيق، وأجاب نوحاً (قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء).
فنظر إليه نوح نظر مشفقٍ، وقال: (لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم). ولكنّ عناد الولد، وإصراره على الكفر وعدم إتباع الحق حال بينه وبين قبول نصح أبيه، فلم يركب السفينة، وكانت السفينة حينذاك (تجري في موج كالجبال).
وبعد برهة من هذه المحاورة (حال بينهما) بين نوح وولده (الموج فكان من المغرقين). وأخذت نوح (عليه السلام) الرقة على ولده، فتضرّع إلى الله تعالى في نجاة ابنه الغريق، فإن الله تعالى كان قد وعده بنجاة أهله، فقال نوح (عليه السلام): (ربّ إن ابني من أهلي وإن وعدك الحقّ وأنت أحكم الحاكمين).
ولكنّ الله تعالى، كان قد وعد نجاة أهل نوح الذين كانوا من الصالحين، ولذا أجابه: (يا نوح إنه ليس من أهلك أنه عمل غير صالح).
ومن هذين المثالين نستخلص من أتبع المصلح ومن أدبر عن عن الحق في زمانه.
ولنا في من أتبع الحق أسوة في زماننا هذا ، فقد يتضح لنا الحق في شخص ومنهج المرجع الديني السيد الحسني الصرخي (دامهُ الله)
فقد قال الإمام الهادي (عليه السلام):
" لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم (عليه السلام) من العلماء الداعين إليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقى أحد إلا أرتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء شيعتنا كما يمسك صاحب السفينة سكانها ، أولئك هم الافضلون عند الله عز وجل "
نعم فهذا مصداق لمرجعنا الابي الذي يدافع  عن الدين من الذين يحاولون زرع  الشك في قلوب المؤمنين وجرهم خلف حركات وتنظيمات بأسماء دينية إل أنهُ دام ظله تصدى لمثل هذه الاكاذيب أمثال  المدعو أبن كاطع وغيره.
في الوقت الذي كان فيهِ قد سكت وما زال ساكت . عن هؤلاء الذين يحاولون تدمير الاسلام والمذهب من الداخل.
وهنا يأتي السؤال هل نحن فعلاً نتبع الحق أم نتبعهُ قولاً ؟
وهل إذا عرض علينا الموت في قِبال إتباع الحق هل سنختار الموت على أن لا نترك الحق .
نعم لابد لنا أن نجعل من هذا الفتى الهاشمي قدوة وأسوة  ومنهج .
وأخيراً أحب أن أختم بهذا الدعاء (("اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه "))
لا يكفي أن يكون هناك حق لتحصل النجاة وإنما تحصل النجاة لو أرانا الله ذلك الحق أنه حقاً فكم من الناس والأمم جاءهم الحق من ربهم ولكن طمست قلوبهم وعميت أبصارهم عنه فما رأوه حقاً واعتبروه باطلاً فنكروه وحاربوه وعاندوا واستكبروا
يقول جل شأنه:
( وَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ) سورة الزخرف : 30



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق