الاثنين، 22 يناير 2018

لا نجاة إلا بمعرفة الله حق معرفتهِ من خلال الرسول وآل بيتهِ


لا نجاة إلا بمعرفة الله حق معرفتهِ من خلال الرسول وآل بيتهِ
سهير الخالدي
 لا سبيل للوصول للنجاة و العبادة الحقة التي خلق الله عبادهِ من أجلها والتي أشار اليها عز وجل بقولهِ "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " إلا بإتباع الحق وكما إنهُ لا مناص من الألتواء على الحق وتغير مسارهِ لأنهُ أمر رباني لا يمكن لأحد العبث بهِ ولو سعى بكل ما يملك من قوة ونفوذ والتأريخ يشهد لكل من حارب تلك الثله المؤمنة التي إصطفاها الله وأقترن النجاة بها المتمثلة بالرسول الأكرم "صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم" وأهل بيتهِ أبتداءاً بإلامام علي وفاطمة "عليهم السلام " ومروراً بالحسن والحسين "عليهم السلام" وحتى الائمة التسعة من ذرية الحسين "عليهم السلام" فكل من اتخذ الرسول والأئمة المعصومين مقياساً وأساساً لمعرفة الحق واتبع اقوالهم وأفعالهم فقد بلغ الحق والنجاة ،فهم أعمدة الإسلام الراسخة والامثال الحقة والرموز الصادقة لأمة الإسلام , يقول الإمام علي عليه السلام في مواقف أئمة الحق:«... لا يُخالِفُونَ الحَقّ‏َ وَلا يَختَلِفُونَ فِيهِ، وَهُم دَعائِمُ الإسلامِ، وَوَلائجُ الإعتِصامِ، بِهِمْ عَادَ الحَقّ‏ُ الى نِصابِهِ، وَانزاحَ الباطِلُ عَن مُقامِهِ» وكما أشار علمائنا المعاصرين الى النجاة الحقة بمعرفة الله حق معرفتهِ من خلال الرسول وآل بيتهِ " عليهم أفضل الصلاة التسليم ومنهم العالم الرباني والمحقق الجهبذ السيد الصرخي الحسني في بحثهِ العقائدي (نزيل السجون) موضحاً من هم الناجين والذين عرفوا الله حق معرفته قائلاً : ((إنّ الذي عرف الله حقّ معرفته من خلال معرفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حقّ معرفته والتي لا تتحقق إلا بمعرفة الإمام (عليه السلام) حقّ معرفته ، ومن معرفته أن تأتمر وتنتهي بما يصدر من أوامر ونواهٍ عن المعصومين (عليهم السلام) وأن نتحلى بأخلاق المعصومين (عليهم السلام) وأن نوالي أولياء الحقّ وأئمة الحقّ (عليهم السلام) ونعادي أعداء الحقّ وأعداء أئمة الحقّ ، فالذين يميّزون الحقّ وأهله بالعقل والعلم والمعرفة والعمل الصالح والإخلاص والأخلاق الحسنة والرضا بقضاء الله تعالى ، قال سيد الموحدين(عليه السلام): ((... إنّ لله خالصة من عباده ، ونجباء من خلقه، وصفوة من بريّته ، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالملكوت الأعلى،... هم الذين قطعوا أودية الشكوك باليقين ، وجازوا ظُلَم الاشتباه بنور البصائر، واستعانوا علی أعمال الفرائض بالعلم ، واستدلّوا علی فساد العمل بالمعرفة، وتسربلوا العلم باتقاء الجهل)).
 وختاماً يرغب البعض في التمتع بحرية مطلقة لا تحدها حدود ولا تحصرها قيود، وأن ينالوا كل ما يريدون، ويفعلوا كل ما يحلو لهم لذلك لا يستطيع الالتحاق بركب النجاة التي أشرنا له ولكن الحق والحقيقة ترافقهما بعض الحدود والقوانين التي تقيد الانسان، وتزن الحرية الفردية في إطار حرية المجتمع، لذا فهي مُرّة ولا تنسجم مع روح التحلّل، لذا نجد جماعة من الناس يدبرون عنها ويتجاوزون الحق ويهربون منه، يقول الإمام علي "عليهِ السلام :
 «مَنْ عَشِقَ شَيئاً أعشى بَصَرَهُ وَامرَضَ قَلبَهُ، فَهُو يَنظُرُ بِعَينٍ غَيرِ صَحِيحةٍ، وَيَسمَعُ بِإذنٍ غَيرِ سًمِيعةٍ»
ثم ينصحنا بالقول:
 «إنّ‏َ اللّه افتَرَضَ عَلَيكُم فَرائِضَ فَلا تُضَيِّعُوها، وَحدَّ لكم 
حُدُوداً فَلا تَعتَدُوها، وَنَهاكُم عَن أَشياءَ فَلا تَنتَهِكُوها».

هناك 20 تعليقًا:

  1. احسنتم استاذة سهير...فقد ابتعد المجتمع عن الاسلام وعن النبي الاعظم الذي ذكره الله تعالى بالقرأن ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)﴾ وبالأخلاق تحصل التربية الرسالية للأنسان وبالتالي توصل المجتمع الى التكامل الاخلاقي في العلم والمعرفة والاخلاق الحسنة

    ردحذف
  2. بالتوفيق يااارب

    ردحذف
  3. ربي يوفقكم لكل خير

    ردحذف
  4. (اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني).

    ردحذف
  5. مقال راااااقي .. بوركت الاقلام الحرة

    ردحذف

  6. وفقكم الله ورفع شأنكم واعز مقامكم

    ردحذف
  7. وفقك الله وايدك بنصره

    ردحذف
  8. من يبتعد عن النبي واهل البيت حتما يضل الطريق المستقم لانه يبتعد عن الاسلام المحمدي الاصيل والنبي واهل البيت عليهم السلام بهم النجاة هم خير خلقه ومن يريد معرفة الله حقا يتبع الرسول واهل بيته لانهم حبل الله المتين وصراط المستقيم

    ردحذف
  9. من لم يعرف الله فهو في جحيم الجهل والظلال ابتعد عن الهداية وسار في طريق الظلمات الذي لا نور بعده وبعيد عن الحقيقة الربانية والملكوت لم يذق طعم علمه سبحانه ولم يعمل لمرضاته جل وعلا

    ردحذف
  10. شكرا لقلمك الفذ ست سهير الخالدي ..ان المجتمع الذي لا يعرف الله هو ذلك المجتمع الجاهلي الذي خرج له رسول الله في طالبا تأهيله بالعلم ..ثم ماذا ؟ قوبل بالتهكم والرفض .. وهاهو اليوم يعود المجتمع بجاهليته وسفاهته.. ويكثر فيه ممن يخرج عن طاعة الله ...قال تعالى : ( فإنها لا تعمى الأبصار ، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) فلا حب بلا معرفة . وكلما زادت معرفة الانسان بجمال الحق وكماله المطلق زاد حبه . والحب لا يكتسب ، وانما يفرض نفسه على الانسان فرضا ... هذا هو الاطمئنان لحب الله اما حب اهل البيت والعلماء الاعلام هو تصحيح لمسار حب الله ورسوله..و لا نجاة الا بمعرفة الله حق معرفته .

    ردحذف
  11. اعرف الحق تعرف أهله ... لطالما كان آل البيت عليهم السلام هم القطب الرئيس الذي يدور حوله الحق حتى صاروا هم المقياس والمحك في النجاة لما يحملونه من قيم وأفكار سامية معصومة حتى صاروا هم اوتاد الارض وبدونهم لساخت بأهلها ومعهم حملة الرسالة الإلهية من علماء ومراجع دين مثلوا الامتداد الطبيعي لهم كسماحة المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني الذي بات في وقتنا الحالي هو مقياس الحق والحقيقية لما يحمله من اطروحة الهية سماوية استلهمها من فكر وعلوم آل البيت عليهم السلام.

    ردحذف
  12. بداية احيي الكاتبة على روعة المقال وشموليته لفكرة يحتاج الجميع الاطلاع عليه ...
    المعرفة هي الأساس في فهم الأمور المتعلقة بكل حياة الإنسان بما فيها المعرفة الدينية لذلك من خلال اتساع افق المعرفة مع تحكيم العقل يصبح الانسان يدور مدار الحق وأهله لكن معرفة بدون تحكيم العقل يصبح الانسان كالبهيمة ولذلك نجد القرآن دائما ما يشير مستفهاً إلى تحكيم العقل ( آلا يفقهون ) ( آلا يعقلون ) إلخ ... ومن بركات اله تعالى علينا أنه انعم علينا بنعمة تواجد المحقق الاستاذ الصرخي الحسني بيننا الذي انار لنا طريق المعرفة مع تحكيم العقل واوصلنا الى بر الراحة الفكرية وصواب العقيدة التي فيها مرضاة الله تعالى

    ردحذف
  13. التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل له أثر عظيمٌ جدا في تدبر كلام الله تعالى وفهم معانيه، و ان الاتصاف بقبيح الصفات ومساوئ الأخلاق له أثر عظيم جدًا في طمسِ نورِ البصيرةِ، وتبلد الشعور، وجمود العين، وقسوة القلب وأخطرُ هذه الصفات على العبد، وأقبحُها أثرًا على الإنسان صفةُ الكِبرِ؛ كما قال الله تعالى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾.[1]

    ردحذف