الأحد، 14 يناير 2018

جِهاد العبد لهواه أعظم أثراً من جِهاد المرء لأعدائه

جِهاد العبد لهواه أعظم أثراً من جِهاد المرء لأعدائه

يُعدّ جِهاد العبد لهواه أعظم أثراً من جِهاد المرء لأعدائه وأبلغَ منه, حيث إنّ الجِهاد الذي يتمثّل في مواجهة الكُفّار ومدافعَتهم هو في الواقع أقلُّ خطورةً من مُجاهَدة المسلم لما يتنازعه من أهواءٍ تتمثّل في حبّ الدُّنيا وملذّاتها ومُغرَياتها، ممّا قد يؤدي به إلى الهلاك، والانتقال من استحقاق الجنّة إلى استحقاق عذاب الله وسَخَطه، 
وبذلك تجد ان الجهاد هو جهاد الشيطان والنفس، وقد أكَّدَت الآيات والأحاديث عليه كثيراً، فمن الآيات كقوله تعالى: (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ).. الفرقان:52] ومعناها: لا تطع الكافرين وتنصاع إليهم فيما يدعونك إليه من المعاصي والكفر، 
وقد أكد العلماء المعاصرين على هذا الامر وفي مقدمتهم المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني حيث قال في المحاضرة {27} من بحث : "وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري" بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي 21 جمادى الآخرة 1438 هــ - 20 / 3 / 2017 م
وهو يحث ويؤكِّد على الجهاد الأكبر جهاد النفس مستدلا بالرواية المعروفة :(( فعن مولانا أبي عبد الله الصادق عن جدّه أمير المؤمنين (عليهما السلام): أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بعث سَرِيَّة ، فلما رَجَعوا قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): {مرحبًا بقوم قضوا الجهاد الأصغر، وبقي عليهم الجهاد الأكبر} ، فقيل: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما الجهاد الأكبر؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): {جهاد النفس}]]..}}
وبذلك تجد ان لجهاد النفس مراتب ودرجات وهيئات، فإذا أراد المسلم الابتعاد عن الذّنوب، وتجنّب ارتكاب المعاصي، والمداومة على الفضائل والتحلّي بالأخلاق الحميدة، فأن عليهِ القيام ببعض الأمور والأعمال العبادية المُعِينة وقد أشار سماحة السيد الأستاذ المرجع الصرخي أيضا الى بعض العبادات التي من شأنها أن ترفع شأن الإنسان المسلم وتساعده على مخالفة هواه ومجاهدة نفسه وهنا نترك لكم رابط الأعمال والواجبات العبادية والأخلاقية لسماحتهِ https://goo.gl/V1qYZP
سهير الخالدي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق