الاثنين، 8 يوليو 2013

"ثمرة العقل لزوم الحقّ"


بقلم
سهير الخالدي

"ثمرة العقل لزوم الحقّ"
قال رسول الله (ص): "استرشدوا (العاقل) ولا تعصوه فتندموا".
يقول الإمام زين العابدين (ع): "اللّهمّ... ووفِّقني إذا اشتكلت (بدت شكلاً واحداً) عليَّ الأمور لـ(أهداها)..
وإذا تشابهت الأعمال لـ(أزكاها)..
وإذا تناقضت المِلَل لـ(أرضاها)"..
العقل أداة أو وسيلة كبيرة في الاختيار لما يمتاز به من قدرة على الفرز والغربلة والترجيح والحسم، ولذلك قيل: "ثمرة العقل لزوم الحقّ". فالعقل معين ممتاز في النظر ليس إلى الموجودات الآنيّة فقط، بل في (العواقب) أيضاً، ولأنّه لا ينصاع لمرغِّبات الغريزة إلا بمقدار ما يريد له صاحبه أن يكون محكوماً من قبلها، فهو يستفيد من تجارب الآخرين
كم أن العقل ناصحٌ أمين، ومرشد مخلص إلى فعل الحسن والكفّ عن القبيح، وإنّما سُمِّي العقل عقلاً لأنّه عِقالٌ من الجهل، وبه استطاع الحليمُ أن يكون حليماً والراشد راشداً، ونظراً إلى هذه القيمة التي يتحلى بها العقل،
قال الإمام علي (ع): "مَن قعدَ به العقل قامَ به الجهل"،
أي أنّ مَن عطّل عقله أو جمّده أو شطبَ عليه لسببٍ من الأسباب، فإنّه يفسح بذلك للجهل أن يأخذ مكان، وبالله قُل لي متى كان الجهلُ قائدَ خير للإنسان يعينه على اختيار الجيِّد والصالح ويكفّه على اختيار السيِّئ والفاسد؟!
لذلك توجه الخطاب الإلهي الى العقل وأخبر بان ترتب العقاب أو الثواب ودخول الجنة أو دخول النار على العقل ويشهد لتلك المعاني ما ورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم )
( اذا بلغكم عن رجل حسن حال فانظروا في حسن عقله فإنما يجازى بعقله )

وما ورد عن الامام الصادق عليه السلام ( من كان عاقلا كان له دين ومن كان له دين دخل الجنة )
لذلك نجد السيد الصرخي الحسني يؤكد على أستعمال وأستخدام العقل في جميع أمور الحياة .
لأنهُ مصدر للتكامل الفكري الذي هو مفتاح للتكاملات الأخرى.
وقد أشار سماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله في مقدمة احد بحوث السلسلة الذهبية الى دور العقل قائلا
( لايخفى ان التكامل الفكري هو الافضل والمفتاح لتحقيق باقي التكاملات النفسية والاخلاقية والتضحوية والايثارية والروحية لان العقل هو المميز بين الحق والباطل ...فاذا ميز الحق وتقبل القضايا الصحيحة الصالحة الحقة وانطبعت في ذهنه وتركزت وتعمقت فانها تتحول الى مشاعر واحاسيس وهكذا عندما تشتد المشاعر والاحاسيس وتصل الى درجة النضوج الضاغط على العضلات والجوارح فتتحول الى تصرف وسلوك صالح وموافق للشرع والاخلاق الفاضلة وبخلاف ذلك اي عندما يتقبل العقل القضايا اباطلة المنحرفة ويتمسك بها فعند اشتدادها وتركزها فانها تتحول الى مشاعر واحاسيسي شاذة منحرفة واذا اشتدت ونضجت وضغطت على العضلات والجوارح تحولت الى تصرف وسلوك منحرف شرير سقيم فيحصل الظلام والنجاسة النفسية والقذارة الاخلاقية .)
الحمد لله الذي انعم علينا بهكذا شخص سخر كل مااتاهُ الله من نبع فياض وعلمٌ ثاقب وكل ذلك مصدرهُ العقل لأنهُ مصدر للأختيار السليم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق